الخميس، 18 يوليو 2013

أول مرة ترى لبحر

كلنا كي دخلنا للفاك, دخلناها بأحلام كبيرة, حلم الشهادة الجامعية و الحب و الخدمة و الدار و الكرهبة و الفلوس و الثقافة و المرتبة الإجتماعية كل واحد فينا بأحلامو و طموحاتو نهزوها معانا في أول نهار نحطوا فيه ساقينا في الجامعة.. منيش باش نقلك توا شنوة يصيرلها الأحلام هذي خاتر حكاية طويلة أطول من الحكاية إلي ناوية نحكيها..

تعرفت عليها في أول نهار دخلنا فيه للفاك.. رجعت مخر للقراية بعد صحابي سالت على الكور إلي فاتني  قالولي تلقاه كان عند بثينة متغيبش و كل شيء عندها أول بأول.. مشيتلها و من لول تعرفنا على بعضنا, أسامينا و أصولنا منين, بثينة بنية كيفنا الكل بأحلامها لكبيرة و دخلت للفاك تحلم باش تحققها, مسقط راسها قرية صغيرة في ريف الجنوب التونسي, لهجة منغمة و صوتها واطي و رزين و لبستها بسيطة و ذات طابع ريفي جميل...

بثنية طلعت تسكن قريب من بتي في المبيت, قربنا لبعضنا, ناكلوا و نشربوا و ديما نحكيو, و كل طرف نزيد نعرفها أكثر, بثينة بنية تجربتها صغيرة و جاية من مجتمع مسكر, عاقلة برشا و عقوليتها مش من عقلها إنما من جهلها بإلي موجود البرى’ كان مسكر عليها ألف باب و على عقلها ألف حارس يعدم كل رغبة في إكتشاف إلي وراء الباب, هكا تربات و هكا البنات من بلاصة إلي جاية منها يعيشوا.. أول ما جات للمدينة تقرى في جامعة, قعدت مسكرة على روحها خايفة تخرج من عالمها ولا متحبش تخرج, مازلت تتخليل الحارس مانعها و المجتمع متاعها قامعها..

عمرها لقعدت في قهوة مع صحابها بنات ولاد و لا لبست قصير و قعدت تحت شمس عملت برنزاج.. بدات بنت ريف عينها تتحل, كي لولد الصغير أول ميكبر يولي يحب يكتشف كل شيء يذوق تراب و ياكل الصابون و يحاول يحل تلفزة يخرج الاقزام إلي يمثلوا في وسطها.. هكاكة كانت بثينة و كان إحساسي ناحيتها إحساس الام نراقب فيها و ننصحها و نوجها و كان لزم نحميها و إلي يمسها بإبرة نخرجلوا سكينة, خايفة على براءتها تضيع وسط الخبث إلي داير بنا..
منجمش ننسى أول نهار رات فيه لبحر و كيفاش بهتت و جرات و جنحت و على الرمل ترمات و كي طفلة الصغيرة وتغزرلي و الفرحة تزغرت من عيناها, و تقلي نحب نعوم نحب نغطس في الماء و نحس لبحر كيما شفتوا, ميسالش حتى بسروال دجين, نحب نفرح, وافقتتها و دخلنا غطسنا, و منجمش ننسى فرحتها و برائتها و هي تشط في ما و تلعب..


دخلوا بنات لحرام بني و بينها و بعدوني عليها بعدوني على صاحبتي و كيف بنتي.. من بعيد نرى فيها قاعدة تضيع و ما في يدي شيء, نعيط و متسمعش و نحكي متفهمنيش و ننصح ما تعبرنيش.. لين نهار دقت عليا الباب دمعها على خداها و الهموم غامة عيناها, حاشمة مني و من روحها, ترمات في حضني و رجعت بين عنيا خيال هاك الطفلة الصغيرة إلي حطت ساقيها أول يوم في المدينة الواسعة متزينة بأحلامها و برائتها لكن هوى لمدينة مواتهاش خنقها و ثملها و ضيعها و كي طاحت الساقين مرأفتش بيها.. قعدت تحكيلي كيفاش طاحت من عين روحها و لوجت على هاك الطفلة إلي جات بيها و ملقاتهاش و تاهت في عالم مشبهلهاش و حبها لإكتشاف و نقص التجربة و العقل زادوا ضروها و ضيعوها.. رجعتلي صحيبتي لكن معرفتهاش, تبدلت, هي ملامحها ضاعت بين ألف ثنية..

كي سكروا عليها مشى في بالهمم يحميو فيها, ميعرفوش إلي الطفلة كيف أي إنسان ميحميها كان عقلها و تجربتها.. 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More