السبت، 20 ديسمبر 2014

لأني إمرأة و أريد الحرية

اتذكر كلام أحدهم حين قال: المرأة في بلادنا مخيرة بين الإنتحار و الإنتحار و نقلت لكم ما قيل دون أن أكهنه جيدا و حصدت ما حصدت من إعجابكم..
من هنا و أنا أقف على هذه الهضبة من هضاب الواقع المرير لأنقل لكم فضاعة ما حدثتكم به، تفاصيل ما أعجبتم به و لم تفقهوا أيضا كما أفعل الآن مرارة و حقيقة تلك الكلمات، موجعة هي الحقيقة و لا كلمة يمكن أن تصفها او تجسدها او تنقلها كما هي، مميتة هي التفاصيل وراء ما نلد من كلمات مقارنة بما نحبل به من معاني، فعلا هي المرأة في بلادنا مخيرة بين انتحار و آخر، بين موت و آخر و وجع و آخر..
حين تصامدت مع عائلتي في إختلاف إديولوجي بحت و قررت أن لا سبيل لأخسر نفسي و فكري و أهدم حائط أفكاري الذي زينته حرفا بحرف و بنيته فكرة فكرة و مخاضا بعد مخاض، سنين من عمري أمضيتها ابني و أطور و أبحث و أدحض، لا سبيل لأخسر كل ذلك الآن أمام أول تحد لقناعاتي، خيرت ألا أخسر نفسي خيرت أن أخرج منتصرة من تلك المعركة التي هدفها إخصاعي و تصييري متاعا من متاعهم كغرفة النوم أو الجلوس، خيرت أن أستقل و أبني نفسي بنفسي كما يجب أن يفعل أي رجل، لكني لست رجل، أنا إمرة، متاع و ضلع أعوج و ناقصة عقل و دين بل معدومة الدين أيضا، خرجت من حيطان منزل أبي و من حبسها، متخلية عن أمانها أيضا و كل مل تهبه لي من مزايا، خرجت لأربح نفسي دون أن أخسر فكري و أبني مستقبلي، لكن..
"لكن" تلك الحروف الثلاثة التي تشقلب دائما حساباتنا و مختطاتنا و توقعاتنا، إحتدم الصدام و كبر الصراع و عرفت أني لم أربح المعركة، لم أربح معركتي لأني إمرأة وفي هذه البلاد، كل خياراتنا إنتحار و كل دعاساتنا وجع..
كم أشتاق لحضن أمي، كم أشتاق لعيني أخي الصغير، كم توجعني كلماته حين قال لي لماذا رحلت عني، لماذا أنت بالذات رحلت عني و تركتني، و يسئلني من سيدرسني و يمسح دمعي حين أبكي ( أخي الصغير حنون جدا و سهل البكاء) لن يفهم حتى لو حدثته ، حتى لو فسرت له ظلم التاريخ و تعقيدات الذكورة و أصل فكر وئد النساء، الثورة تحدث بنا و نموت فيها لتعيش أجيال بعدنا في واقع أفضل، هذه خطوة أتحدى فيها كل التاريخ و أوامر الإله بإخضاعنا، هذه خطوتي و ستتبعها خطوات، هذا إنتحار و كم من مرة بعثت من موتي كطائر الفينيق الخرافي، هذا وئدي و هذه ولادتي، لأجل إبنتي و بناتكم أيضا لأجل واقع أفضل لهن سأحرص على بنائه..
لأجلي و لأجل التاريخ و المستقبل أخطو هذه الخطوة... و
لأننا محبوسون هنا في هذا الوطن, علينا أن نقاوم, مدامت قلوبنا مزروعة هنا علينا أن نقاوم و في خطوة ما لأمام سنغير...

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More