ضياع كبير يحتويها في زحمة الحياة و ألم كبير يتربص بها في بحثها عن الإستقلالية و تحقيق ذاتها, حاجتها للأمان تشتتها و بحثها عنه في المكان الخطإ يزيد من ضياعها، قررت أن ترتاح على قارعة ذلك المقهى، طلبت قهوتها المعتادة و دخنت سجارة علها تعطيها إحساس بالمساوات و ربما بالأمان ، برد شديد حيث إختارت أن تعيش الكل يراها فريسة سهلة للصيد و لحم عار رخيص و لذيذ للناضرين....
لم تكن كمثيلتها، كانت تفكر، ذكية، مجنونة، ليست جميلة جدا لكنها جذابة جدا، قادرة، قوية هذا ما جعلها في بحث دائم عن شيء ما تجهله حينها، شربت قهوتها و أكملت سجارتها و عادت إلى غرفتها الصغيرة بحجمها, الكبيرة بأحلامها, في هذا العالم الكبير في حجمه الصغير على إحتوائها، وحيدة تمضي ليلها بين أحلام ترسمها في سقف الغرفة بخيالها، تححييها تارة بلمحة من الأمل و تقتلها تارة بلمحة من اليأس.... فجأة و دون سابق إنذار تجتاحها حمى غير معتادة عليها, تقف لتغسل وجهها ربما ترحل الحمى بسلام, فيجتاح جسدها الصغير إغماء و إختناق يشل حركتها، هل هو الموت جاء يطلبها؟؟؟ إرتاحت للفكرة و إستسلمت لذلك الإحساس مع إبتسامة إرتياح، طلع الصباح و أخذ معه كل تلك الأعراض لم يكن الموت, فهو راحة لا تستحقها, كان شيء لم تفهمه.. تكررت تجربتها مع هذه الحالة عدة ليالي، حالة حيرتها كما حيرت الأطباء.
الله من يرسل بلائه كل ليلة ثم يرفعه...
الحمى تأتي مع الكثير من الذكريات المؤلمة, عمرها عشرون سنة و هي أم بدون طفل و زوجة بدون زوج و جثة طفلة في داخلها و برائة تحتظر.. تلعن فكرها المتحرر تارة و تلعن عهر مجتمعها تارة أخرى.. ضائعة بين الحق الذي تعتقده و الحق الذي يعتمده المجتمع.. تلعن العادات البالية أحيانا و أحيانا أخرى تضيع بين ما كان و بين ما يجب أن يكون..
هل المجتمع مخطأ في أحكامه أم هي منحرفة في تفكيرها..
0 التعليقات:
إرسال تعليق