في صغري قالوا لي كثيرا أن المرأة تحب من ألمها عكس الرجل الذي يكره من ألمه لذلك تلد المرأة في صحوها و تعاني أشد آلام الحياة فيزداد بذلك حبها لولدها في حين ولدت حواء من ضلع آدم خلال نومه لكي لا يتألم و يكرهها و علمت حين كبرت و إطلعت على بعض تحاليل فريد أن التمتع بالألم الذي يسلط علينا هو إنحراف نفسي يسمى بالمازوشية أو المازوخية أي الحصول على المتعة من الألم, و عرفت أيضا أن حب الأم لولدها ليس نتيجة الألم و إلا فإن النساء اللواتي يلدن بعمليات قيصرية لا يحببن أطفالهن أو يحببنهم بدرجة أقل من الأخريات و هذا غير صحيح و قد نفته التجربة...
المرأة في مجتمعنا تعاني من هذا الإنحراف النفسي أكثر من الرجل.. فنجدها تمعن في حب من يعذبها و تزيد ولاءًا لمن يحبس حريتها و الغريب أن نواصل التعامل معه على أنه شيء عادي و من طبيعة المرأة..
تربى المرأة من الصغر لتتعود على الألم الذي يكون جراء قمعها و الحد من حريتها فلا تجد تلك الأخيرة إلا أن تبحث عن مبررات لهذه الخيانة الواضحة للسعادة فتربطها بسعي عائلتها للمحافظة عليها و حمايتها و بالتالي إسعادها فتسعد هي الأخرى بهذا الألم النفسي الواضح و تتعايش معه مما يولد لديها تلك النزعة المازوشية..
نحن نخلق إيناث و يصييرنا المجتمع "نساءا" بكل ما تحمل من الحلمة من ملامح متعارف عليها من ضعف و خضوع..
كل هذا يمكن أن يتغير حين يحضر الوعي بالمساوات الفزيولوجية بين الرجل و المرأة التي يجب أن تجر معها مساواة فعلية و فاعلة.
مساواة, تسعى المرأة من خلالها لعيش حياة نفسية و إجتماعية متوازنة أكثر..
(نعرف برشا أصوات أنثوية ستكون ضدي في هذا و ستستند في ذلك لبعض النصوص الإلهية)
0 التعليقات:
إرسال تعليق