أتجول في أزقة المدينة الزرقاء أبحث عن شيء لا أعرفه, ربما صورة للذكرى أو حرف لأضمد جرح ما أو صديق لم أراه منذ زمن, شيء كهذا و ربما ليس كهذا أبحث عنه و لا أعرفه.. تستوقفني تلك السيدة تقف بين جموع غفيرة أظن أني أعرفها أظن أني أحبها, نعم أظن أني أحبها, إن لها الكثير من المعجبين و لم أتعود أن أحب من يزكيه الجميع و يحبه كل الناس, شيء ما يمنعني من إحترامها و لا أدري ما هو, إنها تلك الكاتبة التي أذهلني حرفها و لونه, ذلك القلم المميز الذي سرق لب عقلي في أحد الكتب, رأيتها وسط محبيها تتألق بالأسود الذي يليق بها و الفرو و اللباس الفاخر و الشهرة تغذي غرورها و نظرتها و ووقفتها إني لا أراها و إلا قد لبست الفرو و الملابس الفاخرة.. أههه, إني أعشق كتبها و أسلوبها لكن..
لكن..
إني لا أفهم لمذا كتبها تباع بضعف الثمن, لماذا تظهر أمامي مزيفة كاذبة عارية من جمال حرفها, يلفها قبح زينة وجهها المتكلفة, لقد تعودت أن أثق بما يقوله لي قلبي و يمليه عليا همسا وسط نفاق المظهر و مغالطته.. أنه يقول لي أن هذه الدمية المتكلفة في الزينة و اللباس لا يمكن أن تكتب ذاكرة شعب كذاكرة الجسد و إنها تتدثر بفرو أسود يليق بيها و يظهرها في مظهر برجوازي مترف كيف لا و هي تبيعنا كتبها بضعف أثمانها.. لقد آمنت طويلا أن الكاتب لا يكتب سوى نفسه و لا يوصله إلي قلب القارئ سوى صدقه و لكني لا أرى في هذه السيدة سوى الكذب و كأن التلوين الذي تكثر منه في وجهها نفسه الذي تستعمل منه لحرفها و روحها..
أنا لا أرتاح لها و و قلبي يقول الكثيرة من الأشياء التي تلوث صدق حرفها..
هنيئا لك سيدتي على نجاحك فهو واضح من الفرو الذي يحتضن عنقك..
0 التعليقات:
إرسال تعليق