كنت أشاهد السماء من ثقب صغير في السقف مشبك بالحديد.. يجعلني أراها كقطع متلاصقة.. و أتخيلها متناثرة.. شيء ما يفتت السماء في مخيلتي و يحولها لقطع متنافرة تأبى التلاصق و التوحد رغم أنها تشترك في النوع و الصفة و الشكل و لكنها تتفرق أمام ناضري...
ككل هؤلاء البشر الذين يتفرقون على فكرة رغم أنهم يمثلون نفس الصورة بتكامل الأفكار و ترابطها.. مشبك حديدي ما يقسمهم إلي مجموعات و جماعات و طوائف و مذاهب و أديان متناحرة كل منها تريد فرض فكرها و تعتبر حقيقة الكون الوحيدة في ما توارثته من خرافات عبر الزمن..
الكثير من التأملات تهديني إيياها هذه الثقبة الموجودة في السقف التي أراها كنافذة أمل تطل على روحي لتطمئنها بأنه لا مجال للإختناق في في هذه القاعة الفسيحة المغلقة..
كل الأماكن المغلقة بنسبة لي مهما كانت فارهة و فاخرة و فسيحة هي بمثابة سجن.. حيطان تقولب أفكاري و تحددها و تمنعها من التمطط و السباحة في سماء اللانهاية..
الحيطان حتى لو كانت مزينة ذهبا و ماس حتى لو كانت قصرا لا تحولني لملكة أو أميرة بل تجردني من كل السلطات لتسيرني عبدة لشيء مادي ما..
كل القوانين الإجتماعية تصر على إستعبادي و تحويل العبودية لقدر إنساني لا مفر منه و تسعى لإسكاني حيطان تحاك لتسطوا على أفكاري و تمنعها من التكاثر و الحرية و الإنتشار.. بدعوى توفير الأمان لجسدي الفان, لشرفي الوهمي..
بدعوى الحماية ينصبون العساكر لتحرس أفكاري و تنصب لها المشانق و تمارس عليها كل أشكال الحد من قطع الرقبة و قطع اليد و الجلد و الشنق حسب خطورتها و مدى تمردها..
كل هذا كون لدي فوبيا الأماكن المغلقة و كلما سكنت إلي فراشي تلحفت بسماء من الاحلام زينتها بنجوم الأماني لأستطيع النوم لأمنع نفسي من الهلع و الدخول في نوبة رعب لا تنتهي إلا بخروجي لمكان مفتوح..
افكاري تعاني فوبيا الأماكن المغلقة فلا تحاولوا فرض الحصار عليها ستقتل و تقتلني..
0 التعليقات:
إرسال تعليق