الجمعة، 14 فبراير 2014

كلمات لم أجد لها عنوان

لماذا نجتمع إذا كنا لن نلتقي؟؟
لماذا تحضر إذا كنت سيد الغياب؟؟؟
لماذا أرتب حياتي على وقع ساعتك إذا كنت مع الفوضى أحباب؟؟
هكذا همست لأعمق أسرار الوجود و إنصهرنا على عتابات اللقاء الشبيه بوجع الفراق, و أتذكر كلمات درويش توقظ فيا حقيقة الواقع و تبرز لي حدة سكاكينه "لم نفترق, لكننا لن نلتقي أبدا"..
كم تظاهرت بالغباء لأحصن إيماني و أنفخ في أملي ملهبة عشقي للحياة.. كم تنازلت و قنعت, كم أحببت و تمنّعت, كم عشت في حياتي أنصاف تجارب و كم وقفت بساق حافية على حد سكين يقسمني نصفين و أنا صامتة, ليتني حينها بكيت و إنتحبت, ليتني إنتفضت و ثورت على الألم و رغم التمنيات مازالت تحكمني أنصاف المواقف لقاء بطعم الفراق و إنصهار بطعم الموت و تعانق بطعم الدماء, تسيل من جرح التمني, ليتنا في عالم غير العالم و تحت سماء غير السماء..
و بينما أنا وسط تلك الفوضى ياتيني ذلك السؤال ليهدي لقلبي القليل من السلوى, ماذا لو جئت الحياة و رحلتِ و لم تذوقي حتى ذلك اللقاء المطعم بالفراق ماذا لو لم تشهدي الدليل القاطع على تكامل الأرواح و حقيقة إنقسامها في هذا العالم..
كل هذا و الحقيقة لا تتغير "لن نفترق لكننا لن نلتقي أبدا"..

اليوم تتشتت مفاهيمي تتبعثر و تتكون على تضاريس ذلك السر من أسرار الوجود فيتغير معنى الوطن و تذوب أوجاع الغربة, إيماني يتعاظم أمامي ليفهمني كنه الوجود و يوسع قلبي ليسامح كل الجلادين و الظالمين و يغفر كل زلات الإنسان بدءا من بائعة الهوى تلك التي أحبت رجلا من الأشراف فسرقته من بيته و حرمت إمرأة أخرى نظيرة لوجعها من قلب دافئ و جسد ملتهب و تلك الفتاة الصغيرة التي عشقت أستاذها الذي يكبرها بسنين فأضاعت العلم لأجل الحب و أنتهي بكل تلك النساء اللواتي إشترين فرح قلوبهنّ بوجه نساء مثلهن, أغفر اليوم لجميع من خان و أوجع و جرح و هجر و بنى سعادته على تعاسة غيره بإسم أنبل أسرار الوجود...

فوضى عارمة في عقلي و روح مشتتة بين الفرح و البكاء حائرة في التعرف على مصدر كل تلك الكمية من أحمر الألوان و مصدر سيلانها, مجزرة أم أنه الربيع يدق أبواب شتائنا و يسيل الأنهار المتجمدة و يحطم كل الفروقات و الطبقات بين الإنسان و الأخيه, بين الروح و ساكنها, بين ساكن القصر و اليتيم الذي ينام تحت السماء متلحفا الأرض دثارًا قانعًا بما ليده ثريا بما في قلبه من ألم و كآبه تدنيه من جوهر الحياة و تزوجه من الحقيقة التي تتقرب منه شيئا فشيئا بتعريها أمامه إلى أن تسلمه ذاتها ليتزاوجا و يتلقحا دانيًا من الكمال و الخلود, كم هو غني بفقره و كم هو ساكن القصور فقير بماله.. و كم أنا غنية بحرفي و وجعي و تجربتي و ذاكرتي و كم هم واهمين و أغبياء بطلب النسيان و فناء العمر وراء بهرجة الأضواء و لمعان الذهب..

"نفسي حبيبتي هيا لنوم, في صباح اليوم الجديد عرفي و غربلي و نظمي ربما تكونين أكثر قدرة على ذلك"
"أفضل الحلول لتفادي التوهان في هذه الفوضى أنا ذاهبة"

تطل عليا شمس النهار الجديد و تدغدغني أول خيوط الشمس رغم أني نمت متأخرة و تهيأني لضرورة تقبل وجعي الجديد و كآبتي الطارئة, مع دمعة شوق محبوسة في الأحداق أتعانق مع حقيقة وجودي و أنصهر معها.. بكل سعادة أقول إنه الألم... :)

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More