رجل مائل للغروب بماذا إذا يضحك الضاحكون؟؟
نظر في عيني مع تلك الإبتسامة, إبتسامة إنتصار, إبتسامة تعب, إبتسامة مائلة للغروب, إبتسامة شبيهة بدمعة الرحيل..
كل هذه التناقضات إجتمعت في إبتسامة... و إنغمس يحدثنا عن مغامرته مع قهقهات حنين واضحة و مرارة شيخ كبير طاعن في السن ينتظر النهاية بإستسلام واضح..
"النساء, آآههه من النساء.. إنهن حلاوة الكون و نقاء الوجود, و ضعف الإنسان.. الضعف الذي منه تأتي القوة و القدرة على السيطرة" ثم ينظر لصديقي و يقول:" أيها الصغير تجربةً لا يغرنك تلويهن في الفراش و تأوهاتهن أما قوة ذكورتك.. آهههه مجرد هراء, مجرد هراء"
يقولها مع إمتعاض واضح منه و مع ذهول واضح مني لا افهم موقفه من المرأة هل يراها أفعى أم ضلع أعوج أو ملاك, الأكيد أنه يعرف منهن الكثير.. و يضيف فهو لا يصمت أبدا و يقرأ التسائلات في عينينا دون أن ننطق و يجيب بحجم التسائل في قلبينا.. فيضيف:
_النساء, هناك نوعين منهن, نوع سقط في الخطيئة فإستحسنها و إستسلم لها و نوع آخر سقط فيها فكهن معنى الفضيلة و النقاء فسعى إليهما..
ليس من عادتي أن أصمت في مسائل تتعلق بالمرأة لكن في هذه المرة لم أفهم حتى ما رمى إليه.. صمت أمام رغبته بالبوح و الحديث.. رأيته أمامي كاتبا رائعا وليد التجربة و الحياة لولا أنه أحسن إمساك قلم.. التجربة تطبع فينا نصوصا و نصوص, تحاليل و نتائج كثيرة تحيلنا بالضرورة للنشر و المشاركة سوى بالكتابة أو السرد او البوح, المهم أن ننشر ذلك السيل من الأسرار و التجارب الشخصية التي ربما أو غالبا يشاركنا فيها الكثيرون..
يذهلني شموخ هذا الجبل, يذهلني صموت هذا صرح و هذا الرجل.. رجل متخم بالحياة, مكتفي منها, متطلع للنهايات بكل إنتصار.. كثير الخيبات, كثير الهزائم و كثير التجارب.. هكذا تكون الحياة.. هكذا نشبع بالحياة, بالتجارب و الهزائم و الإنتصارات.. هكذا نرحل مع شهادة منتصر و كارت الرابح.. مكفنين بكل ما جمعنا من ذكريات و بكل ما طبعنا في حياة الآخرين من أثر.. هكذا نموت اثرياء.. أثرياء بالذاكرة و التجربة و العمل..
رجل مائل للغروب.. رجل مثير للأمل.. أمل إنتصار و وجع ألم.. لذلك يضحك الضاحكون..