الأحد، 21 سبتمبر 2014

رجل مائل للغروب

رجل مائل للغروب بماذا إذا يضحك الضاحكون؟؟

نظر في عيني مع تلك الإبتسامة, إبتسامة إنتصار, إبتسامة تعب, إبتسامة مائلة للغروب, إبتسامة شبيهة بدمعة الرحيل..
كل هذه التناقضات إجتمعت في إبتسامة... و إنغمس يحدثنا عن مغامرته مع قهقهات حنين واضحة و مرارة شيخ كبير طاعن في السن ينتظر النهاية بإستسلام واضح..
"النساء, آآههه من النساء.. إنهن حلاوة الكون و نقاء الوجود, و ضعف الإنسان.. الضعف الذي منه تأتي القوة و القدرة على السيطرة" ثم ينظر لصديقي و يقول:" أيها الصغير تجربةً لا يغرنك تلويهن في الفراش و تأوهاتهن أما قوة ذكورتك.. آهههه مجرد هراء, مجرد هراء"
يقولها مع إمتعاض واضح منه و مع ذهول واضح مني لا افهم موقفه من المرأة هل يراها أفعى أم ضلع أعوج أو ملاك, الأكيد أنه يعرف منهن الكثير.. و يضيف فهو لا يصمت أبدا و يقرأ التسائلات في عينينا دون أن ننطق و يجيب بحجم التسائل في قلبينا.. فيضيف: 
_النساء, هناك نوعين منهن, نوع سقط في الخطيئة فإستحسنها و إستسلم لها و نوع آخر سقط فيها فكهن معنى الفضيلة و النقاء فسعى إليهما.. 
ليس من عادتي أن أصمت في مسائل تتعلق بالمرأة لكن في هذه المرة لم أفهم حتى ما رمى إليه.. صمت أمام رغبته بالبوح و الحديث.. رأيته أمامي كاتبا رائعا وليد التجربة و الحياة لولا أنه أحسن إمساك قلم.. التجربة تطبع فينا نصوصا و نصوص, تحاليل و نتائج كثيرة تحيلنا بالضرورة للنشر و المشاركة سوى بالكتابة أو السرد او البوح, المهم أن ننشر ذلك السيل من الأسرار و التجارب الشخصية التي ربما أو غالبا يشاركنا فيها الكثيرون..
يذهلني شموخ هذا الجبل, يذهلني صموت هذا صرح و هذا الرجل.. رجل متخم بالحياة, مكتفي منها, متطلع للنهايات بكل إنتصار.. كثير الخيبات, كثير الهزائم و كثير التجارب.. هكذا تكون الحياة.. هكذا نشبع بالحياة, بالتجارب و الهزائم و الإنتصارات.. هكذا نرحل مع شهادة منتصر و كارت الرابح.. مكفنين بكل ما جمعنا من ذكريات و بكل ما طبعنا في حياة الآخرين من أثر.. هكذا نموت اثرياء.. أثرياء بالذاكرة و التجربة و العمل.. 

رجل مائل للغروب.. رجل مثير للأمل.. أمل إنتصار و وجع ألم.. لذلك يضحك الضاحكون..



إلي إبنتي..


ليس إسمك ريم كأمك حبيبتي و لا أنت غزالة مثلي و لا الجميع ذئاب و أنت طريدة, و لا وجع لك كوجعي تسكنينه و لا وطن مدمر لك مثلي و لا مشردة مثلي و لا إنتماء لك سوى ذاتك مثلي.. 
ترين حبيبتي ليس جميعنا لنا نفس رقعة الوجع و لا عدل في الحياة يقسم الفرح كما الحزن بيننا بالتساوي و رغم ذلك بعضنا يفوز بالنار و الآخر بالجنة..
أترين حبيبتي لم أطلب في طفولتي و لا يوما دمية لكنها أهديت لي كثيرا, أسكتوني كثيرا بالشوكولا, حتى أبكاموني, حتى كرهتها, حتى قيدوني..
ما أأكده لك يا حبيبتي أني كما الكثيرون يموتون كل دقيقة و كل حادثة و كل وجع و كل ثورة حلما بواقع أجمل, حلما و مقاومة لأجل مصير أرفه لك و لأمثالك و أجيال سبقتك و أجيال بعدك ستأتي..
أحاول حبيبتي, أحاول بكل ما أملك من قوة و كل ما أملك من حبر و ورق و ما يسكنني من ضعف لأحميك من رقعة الوجع التي إحتوتنا جميعا أجيالا وراء أجيال..
وجع أسموه عادة و عرفا و دينا لا ندري مصدرهم و لا ندري أحكامهم و لا ندري أسبابهم فقط نختنق بهم..
نموت على خناجرهم..
لكن رغم هذا الحكم بالإعدام الواضح أنجبتك مفعمة بالحياة متقنة للحرية..
طائرا حرا لم أحبسك في قفص تجاربي و لم أخنقك بنفس خوفي عليك.. 
لا أنا أم و لا لي إبنة لكن يوما ما سأخلق واحدة...
أتمنى أن أشارك في بناء واقع أجمل لها..
أتمنى أن تعيش في واقع اجمل و وطن ادفئ

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More