السبت، 20 ديسمبر 2014

الحقيبة..

عليا أن أجمع حقيبتي و ارحل, لكن  ماذا يجب آخذ معي؟؟ بماذا يملئون حقائبهم في حالة الرحيل المستعجل أو ما يسمى بالهروب؟؟؟ هل أملأها بذرات من الحنين و بعض الذكرى؟؟ ماذا يجب أن أحمل معي؟؟
أضع أمامي الحقيبة فارغة و أفكر في ملئها.. و أشتهي أن أرحل دون حقيبة, دون أي شيء من الذكرى و روائح الحاضر.. أرحل فقط, دون تخطيط, دون تفكير, دون خوف من المجهول.. الحقيبة ليست سوى رابط مع ما أنا هاربة منه.. 
الحقيبة لا تمتلأ و تطلب أن أزيد في إمتلئها, شيء مني أيضا يعتقد أني سأحتاج كل هذه الأشياء, و حتى هذا الدب المحشو الذي كان هدية من حكاية قديمة.. أحاول أن أجمع أشيائي بنهم شديد و كأني أريد أن أحمل جزءا من هذا الحاضر و أؤثث به المستقبل,  الحقيبة هو هذا الحاضر الذي أريد أن أهرب منه.. 

أحاول أن أحمل الحقيبة.. أفاجئ بثقلها و بكمية الذكرى الذي تحملها, أفاجئ بكمية الأشياء التي أريد أن أحتفظ بها, أكتشف حقيقة رغبتي المبتورة للهروب.. أريد أن أهرب لكن أريد أن احمل معي قلب أمي و ذاكرة كاملة من الحنين و الذكريات و التجارب..  


الطيران سبيل و ليس محال...

الإستقرار.. حلم ربما.. أو قرار..
دار.. راجل ربما..و كمشة صغار..
ممكن زادة أربعة حيوط و قلوب تحبك و زادة قرار 
في لحظة صدق مع روحك..
تعرف إلي لحيوط حب و الدار ربطيّة
الراجل قرار.. خيار ولا ممكن إختيار 
عبودية زادة كان باش تخمم فيها أبدية 
و الصغار مسؤولية و حتميّة و حبس ولاّ ممكن محميّة..

تخدم باش تعيش و تاكل و ممكن.. و كيما قلت ممكن تربي الريش
أما تقعد عبوديّة..
عمرك ترهنوا بشهريّة..
أمك و بوك.. تسميهم حب غير مشروط؟؟
إنت زادة مشروع ليهم..
إستمرار ليك بيهم و إسقاط لأحلامهم فيك و كل شيء مردود عليهم

أنا..

أنا.. من أنا؟؟ 
عبدة لهذا و هذاكة.. عبدة لعرفي على الشهرية 
و حتى مشاريع الإستقرار إلي ماشية فيهم بالنيّة

عادي تاقف على رموش عينيك من التعب و تقول:
"سأصير يوما ما أريد؟؟"
و تتسائل بعدمية 
"ماذا أريد ان اصير؟؟"

نحب نطير..
أي حلمي نطير..
منيش ملايكة و ممكن تنبتلي جناحين 
منيش عباش بن فرناس 
من نفوق جبل نرمي روحي و نستنى روحي نطير 
نعرف جناحين من ريش مش ممكن يطيروني كان للحضيض..
للقاع..
و كيما تعرف صاحبي القاع إزدحام.. زحمة..
و ممكن تولي في وسط القطيع لحمة 
و تضيع الحلمة..

أنا نحب نطير
نخمم كيفاش السحاب هو إلي يهبط حد ساقيا 
كيفاش يكسر الأغلال 
كيفاش نوصل للحريّة 
لا نبيع عمري لعرفي خاتر الشهريّة
لا نبيع أحلامي خاتر الحماية و لا نحبس روحي في محميّة

نحب نطير 
حلمي نسير.. نتحرر منغير منحير
منغير منحير من غَدِي
منغير منحير في أَمسِي 
منغير منتفكر حبي لقديم و نتنهد مع وجيعة قلبِي

سأصير يوما ما أريد 
سأطير ..

إلي إبنتي..

ليس إسمك ريم كأمك حبيبتي و لا أنت غزالة مثلي و لا الجميع ذئاب و أنت طريدة, و لا وجع لك كوجعي تسكنينه و لا وطن مدمر لك مثلي و لا مشردة مثلي و لا إنتماء لك سوى ذاتك مثلي.. 
ترين حبيبتي ليس جميعنا لنا نفس رقعة الوجع و لا عدل في الحياة يقسم الفرح كما الحزن بيننا بالتساوي و رغم ذلك بعضنا يفوز بالنار و الآخر بالجنة..
أترين حبيبتي لم أطلب في طفولتي و لا يوما دمية لكنها أهديت لي كثيرا, أسكتوني كثيرا بالشوكولا, حتى أبكاموني, حتى كرهتها, حتى قيدوني..
ما أأكده لك يا حبيبتي أني كما الكثيرون يموتون كل دقيقة و كل حادثة و كل وجع و كل ثورة حلما بواقع أجمل, حلما و مقاومة لأجل مصير أرفه لك و لأمثالك و أجيال سبقتك و أجيال بعدك ستأتي..
أحاول حبيبتي, أحاول بكل ما أملك من قوة و كل ما أملك من حبر و ورق و ما يسكنني من ضعف لأحميك من رقعة الوجع التي إحتوتنا جميعا أجيالا وراء أجيال..
وجع أسموه عادة و عرفا و دينا لا ندري مصدرهم و لا ندري أحكامهم و لا ندري أسبابهم فقط نختنق بهم..
نموت على خناجرهم..
لكن رغم هذا الحكم بالإعدام الواضح أنجبتك مفعمة بالحياة متقنة للحرية..
طائرا حرا لم أحبسك في قفص تجاربي و لم أخنقك بنفس خوفي عليك.. 


لا أنا أم و لا لي إبنة لكن يوما ما سأخلق واحدة...
أتمنى أن أشارك في بناء واقع أجمل لها..
أتمنى أن تعيش في واقع اجمل و وطن ادفئ

العنوان لجلب الأنظار نحبها منغير عنوان

يطوال ليلها و تتكيّف
يتهد حيلها و تتجيّف 
تطيح و تكثر سكاكنها.. 
مش متشائمة اما حكاية لائمة.. 
مرى في بلاد الذكورة 
مأنث متحبش تتذكر..
متحبش تتذكر ليلة إغتصابها 
ليلة بكاها في محرابها 
ليلة ميّةْ بلا قبر, بلا جنازة و بلا عزاء
عزاء فوق راسها, في قلبها و في دعستها,
في لمستها لواقع محسش بدمعتها..
دمعتها غالية.. غالية.. حتى للخبز مش شارية
متقليش أغزر لنصف الكاس المعبي
نحب نغزر للطفل إلي دمعتو ناشفة, كاسو فارغ و ريقو شايح..
منحبش نتفكر إلي أنا ممكن نشبع.. نحب نحس بإلي كاسو فارغ..
مفماش نصف معبي و نصف فارغ..
فمى نصف جيعان, عريان, عطشان و منسي..
مفماش حواء و أدام
فمى أسطورة بناها شبعان عمرو ميركع
عبى كاسو من الكيسان إلي قاعدة تفرغ.. 
فمى أنا و إنت.. 
فمى وجيعة و توأها الأمل 
فمى حياة و توأمها الألم 
فمى حواء و آدم 
فمى إستمرار و محركو القرار
فمى حواء و توأمها الألم 
فمى مقاومة و توأمها الأمل 

آدم مش في حساباتي.. 
مفماش آدم 
فمى أنانية لا تشبع
فمى كاس قاعد يتعبى و آخر قاعد يفرغ 

في ها الجملة نزيد نمعس ال"سي قارو" بين صوابعي و نلعن الخرافة 
و نزيد نسب التاريخ و طسيلة المنتصر إلي كتب التاريخ المغتصب و نزيد نربرب على جد والدين الرأسمالي المحتكر 
و تفوه و تفووووووه على العقلياة الراكعة.. المزكيتهم  بنجازتهم و على طهارتنا قاضية..
و يطول ليلها و تتكيّف و يتهد حيلها و تتجيّف و حواء و آدام صنعتهم الخرافة و مد حياتهم التاريخ و زاد في طغيانهم العقليات الراكعة 
و راسك صاحبتي دمعتك غالية و إنت الكاس بكلوا مهمى من ماه كبوا.. إنت الكاس و دمعتك تعبيه و تزيد تكبوا.. إنت التاريخ و الآلهة و تبا للخرافة.. 

الإهداء للحلمات إلي كيف حلمتي.. الإهداء للصدفة إلي لمتنا.. الإهداء لصدقاتي ضحى و رحاب..لأن وسائل الإنتحار أيضا غير متاحة لمن هم في بأسنا لذلك نقاوم..





دم و شرف

شرف بالدم تكتب..
على البدن ذاب و بين الأفخاذ غاب..
شرف بالدمع ترسم..
على الحروف تسكب و ورى الحديد تحبس..
شرف ربكم شرف..
شرف خايخ ساسو مكسر و طايح..
شرف كيف أفكاركم نفاق، كيف أطفالكم لقطاء نقابكم..
كيف عرسكم زنى و زناكم حلم مسروق من نفاقكم..
و كيما قال المجنون في هاك الثورة "كيف يموت الشرف يموت العار"
مجنونكم مات و تتدفن تحت اهمالكم..
كلامو توا تفهم، حضورو توا كمل..
ضاع شرفكم و تعرى نفاقكم..
تلوح كلامكم..
تنسى و هو عاش و مات سوس أفكاركم..
عاش المجنون عاش فكرو الي بالصدق مرصوص..
ثوري فالثورة أنثى.. ثوري و نحي حجابك..
سيب شعرك خلي تلعب بيه الريح لين تطيح..
طيح و قوم.. تجرح و تعلم..
الشرف مش بين الأفخاذ، مش تحت الحجاب،
مش وسط حبس أفكارهم..
ثوري فالثورة أنثى، ثوري فالولادة أنثى و الإله في آخر المشوار زاد التاء و في حضن التأنيث تخبى..
ثوري و ألعني أول رسالة و أول مؤرخ نسى و ممكن تناسى يدون انك آلهة..
ثوري، أرسمي بنضالك رسالة على حيوط مدينة لقديمة، الشرف مش بحبسي وسط حيوطها، الشرف مش بقتلي على عيون زنوسها،
مش بذبحي و دمعي ليلة فرحي..
شرفي في عقلي يهمني وحدي..
الرجلة تصنع شرفك وحدك مش بقتلي..
شرف ربكم شرف و كيف يموت الشرف يموت العار
و نزل الستار..

لأني إمرأة و أريد الحرية

اتذكر كلام أحدهم حين قال: المرأة في بلادنا مخيرة بين الإنتحار و الإنتحار و نقلت لكم ما قيل دون أن أكهنه جيدا و حصدت ما حصدت من إعجابكم..
من هنا و أنا أقف على هذه الهضبة من هضاب الواقع المرير لأنقل لكم فضاعة ما حدثتكم به، تفاصيل ما أعجبتم به و لم تفقهوا أيضا كما أفعل الآن مرارة و حقيقة تلك الكلمات، موجعة هي الحقيقة و لا كلمة يمكن أن تصفها او تجسدها او تنقلها كما هي، مميتة هي التفاصيل وراء ما نلد من كلمات مقارنة بما نحبل به من معاني، فعلا هي المرأة في بلادنا مخيرة بين انتحار و آخر، بين موت و آخر و وجع و آخر..
حين تصامدت مع عائلتي في إختلاف إديولوجي بحت و قررت أن لا سبيل لأخسر نفسي و فكري و أهدم حائط أفكاري الذي زينته حرفا بحرف و بنيته فكرة فكرة و مخاضا بعد مخاض، سنين من عمري أمضيتها ابني و أطور و أبحث و أدحض، لا سبيل لأخسر كل ذلك الآن أمام أول تحد لقناعاتي، خيرت ألا أخسر نفسي خيرت أن أخرج منتصرة من تلك المعركة التي هدفها إخصاعي و تصييري متاعا من متاعهم كغرفة النوم أو الجلوس، خيرت أن أستقل و أبني نفسي بنفسي كما يجب أن يفعل أي رجل، لكني لست رجل، أنا إمرة، متاع و ضلع أعوج و ناقصة عقل و دين بل معدومة الدين أيضا، خرجت من حيطان منزل أبي و من حبسها، متخلية عن أمانها أيضا و كل مل تهبه لي من مزايا، خرجت لأربح نفسي دون أن أخسر فكري و أبني مستقبلي، لكن..
"لكن" تلك الحروف الثلاثة التي تشقلب دائما حساباتنا و مختطاتنا و توقعاتنا، إحتدم الصدام و كبر الصراع و عرفت أني لم أربح المعركة، لم أربح معركتي لأني إمرأة وفي هذه البلاد، كل خياراتنا إنتحار و كل دعاساتنا وجع..
كم أشتاق لحضن أمي، كم أشتاق لعيني أخي الصغير، كم توجعني كلماته حين قال لي لماذا رحلت عني، لماذا أنت بالذات رحلت عني و تركتني، و يسئلني من سيدرسني و يمسح دمعي حين أبكي ( أخي الصغير حنون جدا و سهل البكاء) لن يفهم حتى لو حدثته ، حتى لو فسرت له ظلم التاريخ و تعقيدات الذكورة و أصل فكر وئد النساء، الثورة تحدث بنا و نموت فيها لتعيش أجيال بعدنا في واقع أفضل، هذه خطوة أتحدى فيها كل التاريخ و أوامر الإله بإخضاعنا، هذه خطوتي و ستتبعها خطوات، هذا إنتحار و كم من مرة بعثت من موتي كطائر الفينيق الخرافي، هذا وئدي و هذه ولادتي، لأجل إبنتي و بناتكم أيضا لأجل واقع أفضل لهن سأحرص على بنائه..
لأجلي و لأجل التاريخ و المستقبل أخطو هذه الخطوة... و
لأننا محبوسون هنا في هذا الوطن, علينا أن نقاوم, مدامت قلوبنا مزروعة هنا علينا أن نقاوم و في خطوة ما لأمام سنغير...

الأحد، 21 سبتمبر 2014

رجل مائل للغروب

رجل مائل للغروب بماذا إذا يضحك الضاحكون؟؟

نظر في عيني مع تلك الإبتسامة, إبتسامة إنتصار, إبتسامة تعب, إبتسامة مائلة للغروب, إبتسامة شبيهة بدمعة الرحيل..
كل هذه التناقضات إجتمعت في إبتسامة... و إنغمس يحدثنا عن مغامرته مع قهقهات حنين واضحة و مرارة شيخ كبير طاعن في السن ينتظر النهاية بإستسلام واضح..
"النساء, آآههه من النساء.. إنهن حلاوة الكون و نقاء الوجود, و ضعف الإنسان.. الضعف الذي منه تأتي القوة و القدرة على السيطرة" ثم ينظر لصديقي و يقول:" أيها الصغير تجربةً لا يغرنك تلويهن في الفراش و تأوهاتهن أما قوة ذكورتك.. آهههه مجرد هراء, مجرد هراء"
يقولها مع إمتعاض واضح منه و مع ذهول واضح مني لا افهم موقفه من المرأة هل يراها أفعى أم ضلع أعوج أو ملاك, الأكيد أنه يعرف منهن الكثير.. و يضيف فهو لا يصمت أبدا و يقرأ التسائلات في عينينا دون أن ننطق و يجيب بحجم التسائل في قلبينا.. فيضيف: 
_النساء, هناك نوعين منهن, نوع سقط في الخطيئة فإستحسنها و إستسلم لها و نوع آخر سقط فيها فكهن معنى الفضيلة و النقاء فسعى إليهما.. 
ليس من عادتي أن أصمت في مسائل تتعلق بالمرأة لكن في هذه المرة لم أفهم حتى ما رمى إليه.. صمت أمام رغبته بالبوح و الحديث.. رأيته أمامي كاتبا رائعا وليد التجربة و الحياة لولا أنه أحسن إمساك قلم.. التجربة تطبع فينا نصوصا و نصوص, تحاليل و نتائج كثيرة تحيلنا بالضرورة للنشر و المشاركة سوى بالكتابة أو السرد او البوح, المهم أن ننشر ذلك السيل من الأسرار و التجارب الشخصية التي ربما أو غالبا يشاركنا فيها الكثيرون..
يذهلني شموخ هذا الجبل, يذهلني صموت هذا صرح و هذا الرجل.. رجل متخم بالحياة, مكتفي منها, متطلع للنهايات بكل إنتصار.. كثير الخيبات, كثير الهزائم و كثير التجارب.. هكذا تكون الحياة.. هكذا نشبع بالحياة, بالتجارب و الهزائم و الإنتصارات.. هكذا نرحل مع شهادة منتصر و كارت الرابح.. مكفنين بكل ما جمعنا من ذكريات و بكل ما طبعنا في حياة الآخرين من أثر.. هكذا نموت اثرياء.. أثرياء بالذاكرة و التجربة و العمل.. 

رجل مائل للغروب.. رجل مثير للأمل.. أمل إنتصار و وجع ألم.. لذلك يضحك الضاحكون..



Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More